الامام الخامنئي معزياً بوفاة السيد عسكر اولادي: هذا المناضل، أمضى سنوات حياته بلا ملل ولا كلل في خدمة الإسلام وقضاياه وساهم في إرساء نظام الجمهورية الاسلامية

نص برقية آية الله العظمى الامام الخامنئي (دام ظله) بمناسبة رحيل المجاهد الصادق وثقة الامام الخميني(ره) الراحل والولي الفقيه، الأخ المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي، رئيس شورى لجنة امداد الامام الخميني(ره) ، ومن الشخصيات البارزة في حركة استنهاض الثورة وتأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، وخدمة قضايا المسلمين في مختلف انحاء العالم، توفي يوم امس عن عمر ناهز 82 عاماً.

إنا لله وإنا إليه راجعون

بسم الله الرحمن الرحيم

ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة المجاهد الصادق والمساعد الأمين وثقة الامام الخميني(ره) الراحل، جناب المرحوم الحاج حبيب الله عسكر أولادي، المناضل الذي لم يكل ولم يمل ، أمضى سنوات حياته المباركة في خدمة الإسلام وقضاياه، وكان مساهما في إرساء نظام الجمهورية الاسلامية، ومنذ ريعان شبابه إلى آخر عمره لم يتوان عن العمل المخلص بهمة ونشاط.

فمن اللحظات الأولى لأنطلاقة حركة الثورة الاسلامية بقي ملاصقا للإمام(ره) والعلماء والشعب المضحي، في الخطوط الأمامية الأكثر خطراً، حيث تحمل بصبر وثبات السنوات الطوال في سجون الاسر والتعذيب ايام الشاه المقبور.

وبعد انتصار الثورة وتأسيس الجمهورية الاسلامية استمر في تقديم الخدمة الصادقة للأمة في الثغور الحساسة والمؤثرة ، وحتى آخر لحظات عمره المليئة بالأحداث لم تتراجع همته ومساعيه المخلصة.

وإذ اتقدم من اسرته وأصدقائه ومحبيه بأحر المواساة والتعازي. أسأل الله تعالى أن يشمل فقيدنا بفضله ورحمته الواسعة. السيد علي الحسيني الخامنئي.

السيد حبيب الله عسگر اولادي ، مواليد مدينة دماوند ضواحي طهران عام 1932 ميلادي، من ابويين متدينين، هاجر من دماوند الى طهران برفقة والديه بسبب فقدان منزلهم سنة 1938.

شارك في اولى المسيرات التي دعا اليها اية الله كاشاني ضد الانكليز وعصابات الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، وكان عمره 16 سنة في حينها واعتقل مدة اسبوعين ، وبعد ان اطلاق سراحه بدء عمله السياسي سنة 1949 ومن ثم كان من المشاركين بفاعلية في مسيرات التي ادت الى تأميم النفط الايراني.

انتسب لمجموعة فدائي الإسلام سنة 1954، ومع بداية الثورة الامام الخميني(ره) ، وعند واقعة 15 خرداد 1962 كان عونا للامام وملتزماً نهجه، وأمينا لتأمين الدعم اللوجيستي للثورة الاسلامية.

اعتقل ايام الشاه المقبور بهلوي , وحكم عليه بالسجن المؤبد وبعد معانات وصبر واعتقال دام 13 سنة ، بتهمة دعم مسيرة الامام الخميني(ره) وتحركاته الثورية ضد الظلم والإستبداد الشاهنشاهي، اطلق سراحه عام 1978 قبيل انتصار الثورة الاسلامية ، بأشهر قليلة..

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وبتأييد وترحيب من الامام الراحل، أسّس عام 1979 مع خمسة من اركان الثورة، مؤسسة لإعالة وخدمة من لا معيل لهم سميت بإسم لجنة امداد الامام الخميني، ونظرا لسنوات نضاله الطويلة، وشهرته بالتواضع والصدق، وحيث كان ثقة الامام الراحل والولي الفقيه، تولى العلاقة الودية مع كبار التجار في الأسواق، وكان محبباً لديهم ووقفوا الى جانبه في دعم لجنة الامداد لرعايتها الايتام والمساكين والعديد من برامجها الاجتماعية داخل ايران وخارجها طيلة 33 سنة...

ومن هنا وبتكليف من الامام الراحل زار لبنان في عام 1986 وشكل مجموعة اغاثة بإسم طرح ضربتي ومن ثم عمل على تقديم الدعم اللازم لتأسيس مؤسسة جمعية الامداد لترعى من لا معيل لهم في لبنان، وكانت آخر زياره له الى لبنان سنة 2011 مع وفد نيابي .

كلف من الولي الفقيه بمتابعة العديد من الملفات لإعانة الفقراء والمساكين والايتام والنازحين ، وخصوصا في وضعية العدوان الصهيوني على لبنان 1993و1996 بالإضافة لإيجاد برامج لإعانه المنكوبين في طاجكستان وافغانستان والبوسنة والعراق والصومال وآذربايجان وسوريا.

ترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية الاسلامية في اربع دورات متتالية في اعوام الاولى لإنتصار الثورة ، وتولى منصب وزير التجارة والإقتصاد في عدة حكومات ، وانتخب أمينا عاماً لحزب المؤتلفة الموالي للثورة الاسلامية في ايران.

خلال الأحداث أو الإختلافات الرأي بين ساسة نظام الجمهورية الإسلامية عمل كوسيط، يحترم رأيه لدى مختلف الأطراف لحل النزاعات، منها حوادث عام 2009.

حبيب ‌الله عسگر اولادي، في آخر ايام حياته بالإضافة لعضويته في مجلس تشخيص مصلحة نظام الجمهورية الاسلامية الذي يرأسه الرئيس السابق هاشمي رفسنجان ، كان ممثل لولي الفقيه ورئيساً للشورى المركزية للجنة امداد الامام الخميني(ره). و أميناً عاما لتجمع الأحزاب جبهة السائرين على خط الامام الخميني والقائد الخامنائي.

وافته المنية بعد معاناة طويلة مع مرض عضال بعد ظهر الثلاثاء في 5/11/2013.

يشيع صباح يوم الخميس في 7/11/2013 في موكب مهيب من امام مدرسة الشهيد مطهري الى بهشت زهراء، حيث يوارى الثرى

تقبل التعازي برحيله في دار سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الخميس 7/11/2013 من الساعة الثانية حتى الرابعة بدعوة من لجنة امداد الامام الخميني وسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله