فلاشات إخبارية
 
توزيع حصص غذائية على طلاب الإمداد للرعاية والتأهيل - بنت جبيلكلنا إمداد: 2300 عائلة فقراء وأيتام ترعاها جمعية الإمداد في بعلبك استلمت الحصص الغذائيةكلنا إمداد: من صدقات الخيرين جمعية الإمداد وزعت الحصص الغذائية على 1100 عائلة فقراء وأيتام في الهرملورشة فوبيجو حرفية في مركز الإمداد الرعائي - الهرملورشة في العلاج النفسي لأهالي تلامذة مركز الإمداد الرعائي - بعلبكأسبوع أنشطة مدرسة الإمام الباقر (ع) - راشكيداورشة الوقاية من فايروس كورونا في مراكز الإمداد الرعائيةورشة توعوية حول فايروس كورونا في مركز الإمداد الرعائي - بعلبكنشاط رياضي لتلامذة الإمداد الرعائي - حاروف مع رابطة جمهور النجمة كفررماناتحاد بلديات كسروان في ضيافة مركز الإمام علي (ع) للرعاية – المعيصرة بحضور رئيس بلديتها
رئيسية الموقع معرض الملتيمديا youtube facebook twitter البريد الإلكتروني البحث
الصفحة الرئيسية
رسالة، أهداف، سياسات
من نحن
كيف تكفل يتيماً
لمشاركتكم (صندوق الصدقة)
أنواع المساعدات
مراكز الرعاية والتأهيل
مدارس ومعاهد الإمداد
مراكز الرعاية الاجتماعية
ساهم في إنشاء مشروع خيري
البيانات وصدى الإمداد
نفتخر بتواصلكم معنا
أسبوع الصدقة  
 
مقابلة مدير العلاقات العامة مع المنار: دور الإمداد والصدقة في صون المجتمع
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
نص المقابلة مع الاستاذ يعقوب قصير في تلفزيون المنار حول مراحل تأسيس الامداد ودور العلاقات و اهمية الصدقة في حفظ المجتمع


حاوره: فاطمة بري بدير و زينب عواضة فقيه


* أهلاً بكم أعزاءنا المشاهدين، نتابع وإياكم اللقاء الخاص بجمعية الإمداد الخيرية الإسلامية في لبنان. وسيختلف هذا اللقاء بعض الشيء من خلال هذه الإطلالة الحوارية التي سنلتقي ونستضيف فيها الأستاذ يعقوب قصير،مدير العلاقات العامة في الجمعية.. صباح الخير أستاذ يعقوب أهلاً وسهلاً بك.
صباح النور "يعطيكن ألف عافية".

* قلتُ مختلفاً وذلك لأن اللقاء سوف يكون معك بصفتك مسؤولاً أو متابعاً أو مديراً في العلاقات العامة في الجمعية، وطبعاً حينما نتحدث أو نقول علاقات عامة فهذا يفتح آفاقاً كثيرة للحديث. فموضوع العلاقات العامة لجمعية لديها وجه اجتماعي بالدرجة الأولى وأيضاً أخلاقي وفي موضوع المساعدات وأمور أخرى كثيرة، ماذا يرتب عليكم من مسؤوليات وتبعات؟
أولاً "يعطيكن ألف عافية" وأشكركم على استضافتكم الكريمة. بسم الله الرحمن الرحيم. جمعية الإمداد هي مؤسسة خيرية أسست منذ البداية على همة الناس وعلى "ما كان لله ينمو"، أحب أن أبدأ أولاً بتعريف المؤسسات الخيرية الاجتماعية، بدايةً لأقول: ان هناك مؤسسات عند تأسيسها تضع هدفاً بحيث يكون هنالك شخصاً متوفياً ولديه مبلغ معين من المال فيتم تأسيس مؤسسة من أجل صرف هذا المبلغ حسب الوصية او اهداف ذلك الشخص، هناك مؤسسات أسست لأهداف سياسية محددة، وهناك مؤسسات تؤسس لحالة طارئة أي عند حدوث امر ما، كالزلازل أو حالة حرب أو كوارث طبيعية، وهناك مؤسسات يكون هدفها العمل مع المجتمع من اجل إنقاذ طبقة او شريحة هامه من المجتمع ولتحافظ على توازنه وتعالج المآسى فيه على طول الزمن وتعمل بعنوان عام وان كان وخيري وتتعاون مع كافة الطبقات ويهمها ان تلقى دعم كل الاطراف وهي تؤسس لتبقى إن شاء الله بمعنها الخيري الذي نقصد فيه "ما كان لله ينمو"، وهذه المؤسسات هدفها ليس رعاية الأسرة من جانب واحد فقط ومن اجل غاية أو باتجاه خاص أو رعاية الأسرة دون التوجه للمجتمع أو للأرضية التي تعيش عليها الاسرة ، بل من اجل اهداف اخلاقية، انقاذية اي تنقذ المجتمع ، اسمحي لي ان اسميها كذلك ربانية، وامور تهم عامة المجتمع, هذه المؤسسة كمثل جمعية الامداد ترعى الأسرة وترعى المحتاج بشكل يتطابق مع الوضع الحالي والظرف الزمني الذي يعيش فيه المحتاج وتعيش فيه المؤسسة ويعيش فيه الناس، وتعمل على تطوير واقع ذاك المحتاج او اليتيم في مجتمعه وزمانه، ولجنة الإمداد تأسست على هذا. وأود أن ألفت النظر إلى أن تأسيس الجمعية في البداية كان بناء على اقتراح من الأخوة ومن بعض التجار واطباء وعلماء دين ومسؤولين ومعنيين اجتماعيين ومعلمين في المدارس، حيث قالوا بضرورة وجود مؤسسة ترعى الحالات الاجتماعية التي مر بها لبنان بعد الاجتياح الاسرائيلي الغاشم عام 1982 ومن ثم تفحل الأزمة الاقتصادية 1985، وحدوث الأزمات المتراكمة، فكان التاسيس1987 ونحن لدينا قدرة ولو كانت محدودة من المال، ونحتاج لمن يرعى هذا المجتمع ويشرف على صرف المال بالطريقة التي ترعى ماء وجه المحتاج وتساعده ليكون عنصرا فاعلا في مجتمعه أو يرعى هذه الحالات بكل الأوجه الممكنه ويخف الضغط ان على مستوى مراجعة المتمولين انفسهم او الحالات الاجتماعية التي قد تؤدي الى دمار المجتمع لاقدر الله، لا أن يرعاها كحالة معينة ويتركها أو يقوم بدور معين وينتهي، نريد دوراً مستمراً ليبقى، فهؤلاء أعلنوا استعدادهم. وبدأ المعنين بالبحث الجاد عن تبني لقيام الجمعية ، فاستعنا بالتجربة الإيرانية، طبعاً بعد أن قاموا بالاطلاع على عدة تجارب، وكانت التجربة من لجنة إمداد الإمام الخميني وهي تحمل اسم الإمام الخميني لأنه أول من أمر بتأسيسها داخل الجمهورية الإسلامية، عندها أعلنت الجمهورية الإسلامية عن استعدادها لإعطائنا كل المقررات والاسس للعمل وكيفية العمل لديها على أن نقوم بتطويرها وتقنينها بما يتناسب مع البلد الذي نعيش فيه. وهكذا، هم دعمونا من الناحية الإدارية ومن الناحية التأسيسية، أما الناحية المالية والدعم الخاص فبقيت بالاساس محلية ومن الكفلاء في الداخل والخارج ومن الصدقات ومن التبرعات، وهذا هو التكامل. وهنا يلعب دور العلاقات العامة الدور الأول حيث أن المجتمع لدينا هو الاساس وهو الداعم لذا قلنا له "تكفلوا حاضرنا ونحن نتكفل مستقبلكم".

* ذكرت بأن بداية التجربة كانت عام 1987، نود أن نسألك عن 21 سنة خلت، فالأهم دوماً التقدم نحن الأمام مع الاستفادة من الماضي.
لا يجب الاعتماد دوماً على الاستفادة من الماضي فحسب ، بل بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هنالك دوماً دراسات ونظرة تطويرية وتحديثية وابداعيه. مثلاً، أسبوع الصدقة هذا هو مشروع اقترحه أحد الإخوان في مناسبة معينة، فقمنا بدراسة هذه المناسبة وهذا المشروع ومدى تاثيره، وبدأنا بعدها مثلاً بصندوق الصدقات الذي بدأ ب4 أو 5 صناديق وصاروا فيما بعد مئات الصناديق المنتشره في لبنان، وعلى اثر تلك المناسبات والمقترحات تلقينا تجاوبا من المجتمع وثقته بجمعية الإمداد وثقة الجمعية بالناس حتى أصبح الآن هنالك 60 الى 70 ألف صندوق صدقات منتشرين في كل لبنان.

* إحياء أسبوع الصدقة، منذ متى بدأتم بهذه السُّنة أو ترسيخ هذه الثقافة في المجتمع؟
بدأنا منذ عام 2000 أي منذ حوالي ثمانية سنوات. بالبداية بدأ بشكل محدود، ثم بدأ بالتوسع على نطاق واسع، والحمد لله وجدنا تجاوباً كبيراً من الناس من الداخل والخارج وعلى صفحات الانترنت ومن خلال الاتصالات الدائمة. أستطيع الآن أن أقول بكل جرأة - مع أنه لا ينبغي للشخص أن يتكلم عن مؤسسته بهذه الطريقة ولكننا نحن جزء من المجتمع- بأن كل المخصصات المالية التي تدفع او يتم مساعدة ستة آلاف أسرة هي من صندوق الصدقات.

* هذا ما كنت سأسألك عنه، ولكنك سبقتني بالإجابة.. فهل يستطيع فعلاً هذا الصندوق الصغير وبغض النظر عن مكان تواجده، وأنت تقول بأن عددهم وصل للستين او السبعين ألف صندوق، ونحن نعلم بأن المبالغ التي توضع فيه عادة هي مبالغ زهيدة جداً ورمزية، أنا أريد أن أسأل هل تستطيع هذه المبالغ الزهيدة والرمزية أن تفي بحاجات آلاف من المحتاجين؟ هي حاجات تربوية وصحية واجتماعية الخ..
أولاً الصدقة لها تأثيرها الإيجابي، الصدقة هي البديهية الخاصة عند الناس. فالإنسان الذي يضع الصدقة يضعها عن نفسه قبل أن يعطيها للآخرين، او مساعدة للاخرين ، فهو يدفع البلاء عن نفسه واسرته ورزقه ، فهو يتصدق ويكسب الثواب ثم يتصدق ويساعد في صلاح المجتمع وهكذا.

* إذا وُضعت الألف ليرة لن تصبح مئة ألف، الله يبارك هذا المال نحن لم نختلف على هذه النقطة..
الله سبحانه وتعالى يبارك وثقة المجتمع تبارك والكلام الجميل والكلمة الطيبة يباركون والإعلام يبارك وكل الناس هم خير وبركة والله يسدد..

* الكلمة الطيبة صدقة في النهاية.
إضافة لموضوع الهدف هناك مشاركة الناس بالإحساس بأن هذه المؤسسة هي مؤسستهم وهي مؤسسة لمجتمعهم.

* المهم بالجواب أن الموجودات تستطيع فعلاً تلبية حاجات كل المحتاجين.
نعم اليوم الصناديق الموجودة هي 70 ألف صندوق وما يزيد وما زال الطلب عليها مستمراً.

* الصناديق الموجودة في المؤسسات والبيوت كلها معاً؟
في البيوت تقريباً وفي المؤسسات، ولا زالت مستمرة. وإن شاء الله لدينا خطوة مستقبلية بأن يصل عدد هذه الصناديق إلى 80 ألف صندوق في نهاية هذا العام، لتغطي المصاريف المباشرة المالية والتي هي عبارة عن مبالغ رمزية يتم إعطاؤها للأفراد وللأسر التي ليس لها معيل (مخصصات). أما المصاريف الصحية والتربوية والإنشاءات والبناء فلها مصادر مختلفة.

* هذه المبالغ الرمزية هل هي قادرة على تأمين مقومات قد تكون حاجات ضرورية للأسرة؟
نعم قادرة إلى حد ما، فهي تؤمن المصروف الأساسي للأسرة لكي تستمر. إن برنامج يغطي تقريباً مصاريف الطعام لهذه الأسر، أريد أن ألفت النظر إلى أننا من الأساس عندما أخذنا الخطوة من جمعية الإمداد في طهران، وهي مؤسسة أهلية في إيران، قالوا بأننا نعمل على أن تذهب كل المساعدات إلى الناس كما هي، وهذا هو البرنامج الذي اتبعناه من الأساس، لذلك، فاليوم كل الصدقات تذهب كما توضع في الصندوق بنسبة مئة بالمئة إلى الناس مهما كان المبلغ من 250 ل.ل. إلى مئة الف دولار. أما المصاريف الإدارية للأشخاص الذين يقومون بإفراغ الصناديق وتوزيعها وصيانتها، فلها جهاز له مصدر مالي من مكان آخر. وكفالة اليتيم أيضاً تذهب كما هي لليتيم لا يحسم منها ولا فلس واحد.

* إذاً المصاريف الإدارية ليست من ضمن الصدقات؟
مصاريف العملية والادارية والصيانة لا تاخذ من الصدقات ولهذا اتبعنا هذا البرنامج، وهذا ما زاد ثقة الناس بنا وأعطانا دافعاً أكبر لنتابع مع هؤلاء الناس.

* السؤال الذي لا بد منه - ونعود هنا إلى موضوع العلاقات العامة وسوف نركز عليه قليلاً، وأريد أن أبدأ من البيئة المحلية قبل أن نتكلم في العلاقات العامة وتواصلها مع البيئة غير المحلية - محلياً، وكما يقولون دائماً، وبكل أسف، فإن إحدى نتائج الحروب أو الأمور السيئة التي حدثت في لبنان، أنها أعطت المزيد من العوائل المحتاجة ومن الأيتام وما شابه، ولكنها بالمقابل أعطت المزيد من المؤسسات الخيرية سواء أكانت إسلامية أو مسيحية أو متدينة أو علمانية إلخ.. فهنا السؤال، بأن شخصاً مسؤولاً عن العلاقات العامة لإحدى المؤسسات، وأنت تعلم أكثر مني بأنهم في لبنان قد أصبحوا أكثر من 200 أو 300 مؤسسة، فهل يستطيع فعلاً أن يقوم بعمله ويحصّل من خلال تبعات العلاقات العامة أموراً إيجابية أو معونات أو مساعدات للجهة التي ينتمي إليها؟
هذا موضوع شائك، فالعلاقات العامة تلعب دوراً أساسياً في بقاء واستمرار المؤسسة. أشرت سابقاً إلى أن المؤسسة تبنى على المجتمع والمجتمع يبني عليها. ومن أجل ذلك أخذنا عدة أفق وسرنا على أساسهم ولم نأخذ بأفق واحد، فمثلاً لم نأت على صعيد العمل الاجتماعي بشكل عام وأخذنا طريقاً واحداً فقط وانتظرنا أن يأتي المتبرعون إلينا، لا، بل أخذنا عدة أفق، فبدأنا أولاً بما يحتاجه الموضوع، ونظرنا إلى ما يقدر أن يدعمنا به المجتمع بخصوص هذا الموضوع. أود هنا أن أعطي مثلاً، نحنا عندما ندخل إلى أسرة ما، لا ندخل إليها ونضع مغلف المساعدة ونرحل، لا بل نحن نقوم بتقديم مساعدات متنوعة للأسرة أو برعايتها الشاملة من كل الجوانب، ندخل على الأسرة ونتعرف إلى حاجاتها ونرى إذا كان هنالك مرضى في هذه الأسرة فنقوم بمعالجتهم طبعاً. نحن لدينا مبدأ رئيسي أنه من شروط الأسرة التي ترعاها الجمعية أن لا يكون المعيل موجوداً، يعني إما أن يكون متوفياً أو لديه إعاقة عقلية أو جسدية أو عنده مرض مزمن أو سجين غير سياسي، على أن لا يكون لهذه الأسرة ملك أو مصدر مالي آخر. وللتخفيف عنا، إذا وجدنا أسراً ما يتم إعالتها من قبل جمعيات أخرى بشكل قد يكفيها إلى حد ما، فنحن لم نقم بمعاينتها، بل فضلنا الذهاب إلى الأسر التي لم تتم معاينتها ومساعدتها أبداً. هذه ليست مسألة منافسة حول من يرعى عدداً أكبر من الأسر، فكلما كثرت الجمعيات الخيرية كان أفضل، ولا أخفي أننا بالنهاية نجلس كلنا مع بعض كجمعيات خيرية ضمن لجان تنسيقية وأحياناً عبر منظمات دولية أو بشكل احتفالات أو خيم بمنهج، نجلس نتحدث مع بعض، وأحياناً نقوم بتوزيع الأدوار بشكل مباشر أو غير مباشر وأحياناً باتصال هاتفي.

* هل تقومون بتوزيع استمارات بالعوائل التي تقومون برعايتها؟ كيف تعرفون بأن هذه العائلة أو تلك مدعومة من جمعية كذا وكذا؟
جمعية الإمداد لها طريقة خاصة؛ فهدفنا دوماً حفظ كرامة الأسرة، وفي نفس الوقت نحن نقوم بتحقيق شامل عن الأسر.

* إذاً لا يتم تبادل استمارات بين الجمعيات؟ هذا موضوع آخر؟
تجري اتصالات بين بعضنا البعض، بأننا نقوم برعاية هذه الأسرة، إلا إذا كانت الرعاية من الجهة الثانية ضعيفة قليلاً، فيتم عندها تقاسم الرعاية ثلث من قبل جمعية الإمداد وثلث من جمعية آخرى وثلث من أخرى...

* بالإجمال هل يمكن لعائلة الاستفادة من جمعيتين؟
يمكن حسب حاجاتها، فهنالك أسر تبلغ حاجاتها قيمة مليوني ليرة شهرياً عندها لا تقدر الجمعية أن ترعاها وحدها فعندما يكون هناك ستة آلاف أسرة فإنها طبعاً لن تقدر على هذا الأمر. ولكن في نفس الوقت، عندما تأتي الجمعية وترى حالة اجتماعية ما تقدر على المساهمة فيها فإنها تقوم بذلك. فمثلاً نحن ندخل على الأسرة فنرى فيها مريضاً، وكما قال المسؤول الصحي قبل قليل، فأهم شيء لدينا هو الموضوع المرضي، فعلينا العمل على معالجة هذا المريض، ولكن هل باستطاعة الجمعية أن تدفع كل المصاريف الصحية؟ بشكل عام لا، عندها يتم الاتصال بالمستشفيات حيث أنه هناك ثقة متبادلة بيننا وبينهم، ولدينا تخفيضات خاصة، ونحاول بشتى السبل تسهيل الأمر على المواطن. نحن لدينا مشكلة في لبنان فالمواطن أحياناً لا يعرف حقوقه، فبعض الأسر لا تعرف أنه عليها الذهاب إلى وزارة الصحة وإنجاز المعاملات والأوراق الصحية، ولا تعرف كيف تستفيد وكيف تقدر على شراء دواء المرض السرطاني مثلاً بشكل مدعوم من قبل الوزارة، هذه إحدى الأمور التي تقوم بها الجمعية وعلى وجه الخصوص العلاقات الصحية.

* إذاً تقومون بعمل إرشادي؟
عمل إرشادي للأسرة، فلو دخلنا على الأسرة لنبحث ما هي أسباب الفقر، لكنا وجدنا أن بعض أسباب الفقر تعود لجهل الناس بحقوقهم، لذلك كنا ندخل على الأسرة ونعالج هذا الموضوع الصحي بهذه الطريقة. إضافة إلى أننا نقوم برعايتهم رعاية شاملة فنقوم بإصدار البطاقات، خاصة للأطفال إن كانوا أيتاماً أو كانوا محتاجين، وتصبح مساعدتهم الصحية عندها بنسبة مئة بالمئة - كما أشار الأخ عماد قبلي - حيث يوجد تعاون بيننا وبين بعض الأطباء، وهنا يأتي دور العلاقات، حيث أن الطبيب الذي يبلغ ثمن المعاينة لديه 20000 ل.ل. أو 30000 ل.ل. أو 100000 ل.ل. أحياناً يخفضه إلى 5000 أو 3000 أو 2000 لمرضى الجمعية لأنهم يعرفون الحالة، وأحياناً يأتي بعض الأطباء بعد آخر ستة أشهر فيسامحوننا فيما يستحق لهم ويعتبرونه صدقة، هذه إحدى المساهمات. نحن نتداول دوماً مع المستشفيات الأبواب التي يمكن من خلالها مساعدة الأسر بحيث تدفع أقل مبلغ ممكن ونشافيها بأكثر إمكانية، وأحياناً يقولون بأنه لديهم سرير وزارة - سرير ثالث - وتحتاج لمن ينجز أوراق الوزارة، عندها نقوم نحن بمتابعة هذا الأمر وهكذا. وأيضاً بموضوع الإنشاءات فنحن لدينا بعض القرى النائية وقد قامت جمعية الإمداد بإحصاءات وخاصة في القرى النائية الحدودية، فوجدنا أن أسباب المشكلة الصحية لديهم هي عدم وجود صرف صحي في المنازل، فهل يقع هذا الأمر على عاتق الجمعية أم لا؟ فجاءت جمعية الإمداد وأخذت على عاتقها حل مشكلة الأسر التي تقع ضمن الشروط (عدم وجود المعيل) فقمنا ببناء الحمامات والصرف الصحي لهم، وقد قامت البلديات في المنطقة بمساعدتنا طبعاً.

* هذا جزء من العلاقات العامة التي تقومون بها كجمعية، ولكن بهذا الخصوص نلاحظ أن العمل في العلاقات العامة في جمعية خيرية قد يختلف عن العمل في العلاقات العامة في أي مكان آخر وفي أي عمل آخر والذي قد يكون تسويقياً أو ترويجياً أكثر، بغض النظر عن تجاوب الناس من خلال صناديق الصدقات والذي هو أمر واضح جداً، ما هو مقدار التجاوب الذي تلاقونه من رجال الأعمال المقتدرين؟
لا نخفي أن موضوع العلاقات العامة هو موضوع شائك إلى حد ما، ولكن تجاوب المجتمع هو ما يشجعنا على العمل أكثر. ولكن هناك رجال أعمال يقدمون في سبيل الله ويدخلون في موضوع كفالات الأيتام أو الحقوق الشرعية أو موضوع المساهمات، وهذا الأمر طبيعي في لبنان والخارج، ويستمرون في هذه المساعدة من دون أي تردد. البعض يساهم بما يجده، يعني هناك بعض رجال الأعمال لديهم ملبوسات مثلاً، فيشاهدون إعلان كسوة العيد أو نقوم نحن بإرسال بطاقة كسوة العيد إليهم، فيقومون عندها بالمساهمة معنا بخمسة آلاف كسوة عيد مثلاً لخمسة آلاف طفل من أصل ثمانية آلاف ونقوم نحن بتأمين الكمية الباقية من باقي المجتمع. وهكذا، فهذا الموضوع متداول بين الناس، وحتى في موضوع البناء، عندما نريد بناء مستوصف أو إكمال بناء مدرسة أو أي مكان آخر فإن ذلك يتم طبعاً بناء على حاجة المجتمع في تلك المنطقة، وهناك رجال أعمال ساهموا معنا في هذا الموضوع بشكل رئيسي. بكل الأحوال هذا الموضوع فيه تداول.

* هل تنصدمون أحياناً ببعض رجال الأعمال الذين لا يقومون بتقديم الدعم والمساندة للجمعية؟
هذا يرجع لأسلوب العلاقات معهم، لا أحد يستطيع القول "لا" بشكل مباشر، فبعضهم يقول نحن نحب أن نساهم مع جمعية علمانية، فنقول لهم بأنه ليس لدينا مشكلة في هذا الأمر حيث أننا لم نحمل كلمة "الإسلامي" لرعاية المسلمين فقط، بل لأننا نحمل الشعائر والمبادئ الإسلامية التي نعمل عليها والتي تنطلق بالمجتمع المقتنع بها تماماً.

* من هنا نود أن نسأل عن موقع جمعية الإمداد بين مثيلاتها من الجمعيات الكثر، وهذا السؤال مرتبط بسؤال آخر: ما هو الفارق الذي يجعل من جمعية الإمداد جمعية خيرية ذائعة الصيت ومشهورة جداً وموجودة في كل بيت وعلى كل لسان بينما تجد جمعيات أخرى مغمورة؟ هل يعود ذلك إلى أنه لديها تقديمات معينة؟
أشرت بالبداية إلى أنه هناك جمعيات أسست بهدف صرف مبلغ يعود لشخص متوفي، وهناك جمعيات أسست بناء على اتفاق مع الوزارات المعنية، فوزارة الشؤون الاجتماعية عندما تجد حاجة معينة في قرية ما فإنها تقوم بتأسيس جمعية من أجل هذه الحاجة فهي لديها محدودية في التقديم ولا تحسب حساباً لأن هذه الجمعية قد تبقى لخمسين أو مئة سنة، هناك جمعيات تأخذ بنداً واحداً فتقوم مثلاً بالمساعدة في الموضوع الصحي فقط أو بمساعدة منكوبي الحرب فقط. أما في جمعية الإمداد فنحن مضطرين للأخذ بكل البنود، ففي خلال الحرب مثلاً اضررنا لأخذ مساعدات من الناس وتقديمها للمنكوبين في الحرب، فاستطعنا أن نلبي احتياجات 112 ألف حالة في خلال حرب الثلاثة والثلاثين يوماً عام 2006، أما لماذا اضررنا القيام بهذا الأمر فذلك بسبب أن الجهات الرسمية في لبنان بالرغم من أنها ساعدت إلا أن حركتها كانت بطيئة، ففي حرب عام 1993 وعام 1996 وعام 2006 كان هناك مشكلة المبادرة للبدء بالمساعدة، فنحن مثلاً وفي خلال 24 ساعة فقط كنا قد فتحنا مراكزنا البديلة لتقديم المساعدات، وبدأنا بتوزيع المساعدات بشكل مدروس وذلك عبر استمارات وبالاستعانة بالحاسوب المحمول، وهكذا تم إيصال المساعدات للجميع دون حصول تكرار في الأماكن التي تم الذهاب إليها. هذا خلال الحرب، وفي أيام السلم نحن نعمل بنفس الطريقة ولكن ليس بشكل طوارئ بل بشكل مدروس أكثر، ولا أخفي أننا نقع في بعض الأخطاء، فلا أحد يعمل لا يخطئ، ولكن إذا كنت لا تعمل فسوف تقع في أخطاء أكثر، لذلك فالجمعيات المغمورة يكون لديها أهدافاً محددة، وأحياناً يكون هناك بعض الأشخاص الذين لم يجدوا عملاً فيقومون بتأسيس جمعية، والحمدلله هناك جمعيات تعمل وهي ظاهرة للجميع، ففي لبنان هناك 4000 جمعية عاملة على الأرض ولكن المعروفين منهم لدى الوزارة هم 60 جمعية فقط، والموضوع يتعلق أيضاً بالمناطق التي تعمل فيها الجمعيات، فإذا عملت جمعية ما في منطقة ما لا تأتي جمعية أخرى وتجعل لها مركزاً في نفس المنطقة لكي لا يكون هناك تصادم في العمل، هناك توزيع حتى ولو لم يكن مدروساً أحياناً أو ظاهراً. هناك جمعيات تتولى الأمور البيئية مثلاً، ونحن في جمعية الإمداد نقوم بالتعاون مع هذه الجمعيات، ففي النهاية نحن غير قادرين على الدخول في أبواب جديدة، فمصادر الطاقة لدينا محدودة. بشكل عام هذه هي الأسباب التي سألتم عنها.

* تكلمنا عن احتضان ودعم الناس والمقتدرين ورجال الأعمال، ولكن كل ذلك لا يلغي دور الدولة اللبنانية، ففي النهاية هؤلاء الأشخاص هم أشخاص لبنانيون يعيشون على الأراضي اللبنانية ولهم حقوق على هذه الدولة. في هذا الإطار، ما هي مجالات التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية؟ وهل تأخذون المستحقات التي تعطى عادة للجمعيات الخيرية؟
بخصوص موضوع وزارة الشؤون الاجتماعية، أولاً سألفت النظر إلى أنه لو كان للحكومة اللبنانية بتلولاً لخرجت عن المبدأ الذي تتبعه القائم على مبدأ الطائفة والتقسيم الجبني وتقسيم الأدوار بشكل غير صحيح والهدر الموجود، لو خرجنا عن هذا المبدأ أعتقد، وبحسب دراستنا العميقة حول هذا الموضوع، أنه لن يكون هناك محتاجين في لبنان نهائياً، ولكن وللأسف هناك سوء تخطيط منذ البداية، هناك سوء تفكير وتعمد إقصاء بعض الناس، وعدم إقصاء آخرين محازبين، فهذا التعمد موجود، وقد خلق عند بعض الناس عادة الاعتماد فقط على الإعانات، فأحد الأشخاص يقول: "لقد تعودنا أن تأتينا المساعدات" وآخر يقول: "نحن نذهب إلى إحدى الوزارات ونعمل لساعة واحدة فقط"، نعم هذا الأمر موجود إلى حد ما. لكن بخصوص موضوع وزارة الشؤون الاجتماعية، فلدينا مرارة امتدت منذ عام 1987 حتى عام 1999، حيث أنه أي اقتراح كنا نقدمه كان مصيره الرفض (متلول) فيقولون هذا ليس ضمن البرامج. وهناك برامج وضعت خلال الحرب العالمية الأولى والثانية وهي رعاية اليتيم داخل دور الأيتام، فجاءت الجمعية هي والUNDP والمؤسسات والمنظمات الدولية وقدمت دراسات حول أن اليتيم إذا ما بقي داخل أسرته فإن حاجاته أولاً ستقل من عدة نواحي، وثانياً ستقل نسبة الجريمة لدى الأيتام أو نسبة الحالات النفسية التي تخلق لديهم، فمن أصل 5 آلاف طفل تم رعايتهم في دور الأيتام كان 3 آلاف منهم تتواجد عندهم مشاكل نفسية، بينما الأطفال الذين تتم رعايتهم داخل أسرهم فمن أصل كل 5 آلاف حالة كان 500 أو 600 طفل منهم تخلق لديهم مشاكل نفسية، فقمنا نحن في جمعية الإمداد وقلنا لوزارة الشؤون الاجتماعية بأنه لدينا 4100 يتيم ترعاهم الجمعية وطلبنا منها التعاون معنا على الأقل في إدخال الأيتام إلى المدارس، أو في الموضوع الصحي أو أي شيء آخر، ولكن جوابها كان بأنها لا تقدم مساعدات إلا داخل دور الأيتام. طبعاً، لقد أجرينا اتفاقاً معها في موضوع رعاية المعوقين داخل مراكز الرعاية، وفي الموضوع المهني أي تدريب المعوقين على مزاولة المهن، واتفاقات محدودة جداً كحد أدنى.

* لقد شارف وقتنا على الانتهاء، هل لديك شيء أخير يتعلق بالأيتام بشكل خاص تود أن تقوله؟
نعم، نحن في جمعية الإمداد، لدينا اليوم 60 ألف صندوق صدقة منتشرين في كل لبنان، ويؤمنون المداخيل للمساكين وبعض الأيتام الغير مكفولين لدينا، هناك 4 آلاف يتيم ترعاهم الجمعية في لبنان وهي رعاية داخل الأسرة، وهذه الرعاية تؤمن لهذا اليتيم المصروف الشهري والمدرسي وحاجاته الأخرى كالطبابة والملبس وكذلك تنظيم المخيمات الترفيهية لهم وتشجيعهم برحلات إلى زيارة الأماكن المقدسة في الخارج وحتى حج بيت الله الحرام إذا كان هناك يتيم مميز طبعاً. واليوم بفضل العلاقات مع المؤسسة ومع الأخوة تمت كفالة أكثر من 3600 يتيم، ولا زال هناك حوالي 500 يتيم غير مكفولين. إن الكفالة تساعد اليتيم كثيراً، وتساعد في الوقت نفسه المؤسسة أيضاً لكي تكون قادرة على رعاية هذا اليتيم بشكل أفضل. قد يكون المبلغ الذي تم تقديمه لليتيم من قبل الكافل 300 أو 500 دولار سنوياً وبعضهم يقدم 1200 دولار سنوياً، ولكن هذا المبلغ ولأنه عبر الجمعية فإنه يقدم لليتيم بما يعادل 3000 أو 4000 دولار، هذا من خلال العلاقة مع الناس. نحن نقدم آيات الشكر لكل الأحباء ولكل الذين يدعمون هذه المؤسسة، الذين يضعون صندوق الصدقات لدعم هذه المؤسسة، لكل الذين يساهمون بالكلمة الطيبة، بالإعلام، حتى الذين يوجهون ملاحظات أو يدلون على أسرة مستحقة فعلاً وليس لها معيل، نحن نشكرهم ونقول لهم هذه المؤسسة هي لكم وعاشت بين أحضان هذا المجتمع وهي إن شاء الله في سبيل الله.

* على كل حال كل عام وأنتم بخير بمناسبة كل موسم الأعياد الذي مر وبداية عام جديد، نقول لك "الله يعطيكم ألف عافية" أنت وكل العاملين في الجمعية. شكراً لكم.
نحن لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الكريم، ونتوجه للمشاهدين لمن يحب أن يقوم بكفالة يتيم، لا يسعنا إلا أن نقدم أرقام الهاتف والبريد الإلكتروني الخاص بجمعية إمداد الإمام الخميني، طبعاً هذه الأرقام مرت خلال الأسبوع ولا يزال لدينا يوم الغد من خلاله بإمكانكم أن تحصلوا على هذه الأرقام من أجل التواصل مع الجمعية. شكراً لكل الخيرين ولكل الداعمين لليتيم ولكل العوائل، شكراً لكم مشاهدينا على حسن المتابعة نتمنى لكم بقية عطلة أسبوع هنيئة، شكراً لكم وإلى اللقاء.


الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

لتبرعاتكم ومساهماتكم وتكفّل يتيم يرجى الإتصال عبر:
المركز الرئيسي : لبنان - بيروت - حارة حريك(المدخل الغربي) - خلف المجلس - قرب مطعم خليفة - بناية الإمداد
76641631 00961
الى الاعلى آخر تحديث: 2024-02-07 الساعة: 13:37