كثير من الأعمال التي يقدمها الإنسان يمحوها التاريخ وينساها البشر برغم عظمتها، ولكن هناك عمل قد يُعتبر عادياً وبسيطاً ولكنه عند الله سبحانه عظيم، فأرّخه القرآن الكريم بآية جليلة وشهد عليه أصدق خلق الله محمد (صلى الله عليه وآله) وكبار الصحابة الأجلاء، فملأ الخبر أرجاء التاريخ وتناقلته الألسن وحفظته القلوب وكتبه الرواة حتى أصبحت كتب السّير والتاريخ تتعطر بذكره.
قصة التصدّق وسرّ نزول آية الولاية
روى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رض) فقال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل (مسكين) في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي (عليه السلام) راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين رسول الله (صلى الله عليه وآله). فلما فرغ النبي (صلى الله عليه وآله) من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال (صلى الله عليه وآله): اللهم موسى سألك فقال: (قالَ ربِّ اشْرَحْ لي صَدْري * وَيَسّرْ لي أمْري وَاحْلُلْ عُقْدَةً من لِسَاني * يَفْقَهُوا قَوْلي * وَاجْعَلْ لِي وَزيراً مِنْ أهْلِي * هَارونَ أخِي * اشْدُدْ بِهِ أزْرِي * وَأَشْرِكْهُ في أمْرِي) أنزلت عليه قرآناً ناطقاً (قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأخيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلونَ إلَيْكُما بِآياتِنا). اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلمة حتى نزل جبرائيل (ع) من عند الله تعالى إلى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وقال: يا محمد إقرأ:
فكانت صدقة أمير المؤمنين (عليه السلام) الخالصة لوجه الله تعالى باباً لمعرفة ولي الله وولي المؤمنين وكانت هذه الصدقة الدليل الناصع الذي لا يقبل النقاش حول مقام علي (ع) ودوره بعد النبي الأكرم (ص) فجاءت الآية لتحصر مقام الولاية بتحديد الفرد الذي قام بالتصدق في ركوع صلاته دون شراكة أو إشتباه.
خلوص النيّة والإسراع بالصدقة
ومن الطبيعي أن يسأل أنه لماذا لم يشر الإمام للفقير حتى ينتظره ريثما ينتهي من صلاته؟! والجواب: أن الصدقة لأهميتها وضرورة الإسراع في أدائها في أي ظرف كنت، دفع الإمام (عليه السلام) لإعطائها في الصلاة، فلربما جاء مانعٌ من دفعها بعد الصلاة. وهذا أمر تربوي يجب أن لا نغفل عنه وأن نتعود على المسارعة في التصدق وعدم تسويف الأمر، وأنه إذا نوى الإنسان على دفع مقدار من المال صدقة فلا يتأخر، لأن إبليس يدخل على نيّتك ليغيرها تارة بتخويف الناس من الفقر، إذا تصدقوا، وأخرى يحاول التقليل من مقدار المال الذي نويت دفعه.. فسارع وبادر ولا تستجب للوساوس الشيطانية.
أثر الصدقة وأبعادها
ولعظم الصدقة وأهميتها وأثرها على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة فقد نزل في حقها الكثير من الآيات، وورد في الأحاديث الكثير الكثير من الروايات نذكر بعضها للتبرك والتذكير: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (إنْ تُبْدُوا الصّدَقاتِ فَنِعِمّا هِي..) وقال الله تعالى في كتابه المجيد: (خُذْ مِنْ أمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِها...) وفي الأحاديث الشريفة: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "إنّ اللهَ لا إلهَ إلا هُو، لَيَدْفَعُ بالصّدَقةِ الدّاءَ والدُّبَيْلَة والحَرَق والغَرَق والهَدْمَ والجُنونَ"، وَعَدَّ (صلى الله عليه وآله) سَبعين باباً من السّوء (تدفع عن المتصدّق). وعنه (صلى الله عليه وآله): "الصّدقةُ تَقَعُ في يدِ الله قبلَ أنْ تَقعَ في يَدِ العَبْد". وعنه (صلى الله عليه وآله): "بَكِّروا بالصّدقة فإنّ البلاءَ لا يَتَخَطّاها". وعن الإمام علي (عليه السلام): "كَفِّروا ذُنوبَكُم وتَحَبَّبُوا إلى رَبّكُم بالصّدقة وصِلَةِ الرّحِم". وعنه (عليه السلام): "بَرَكَةُ المالِ بالصّدقة".
أخي الكريم... أختي الكريمة...
في مناسبة تصدّق الأمير (عليه السلام) بخاتمه في ركوع صلاته في الرابع والعشرين من ذي الحجة والذي أعلنته جمعية الإمداد أسبوعاً للتصدّق. ندعوكم للمساهمة معاً في إنجاح هذا العمل و لنكن القدوة في عمل الخير والعطاء.
رسالة الإمداد والصدقات
رسالة جمعية الإمداد تنص على عملها المستدام في خدمة أكثر من عشرة آلاف أسرة (لبنانية) من الأيتام والمساكين والعجزة والمعوقين، ممن لا معيل ولا سند لهم؛ تتولى الإمداد رعايتهم المعيشية والصحية والتربوية والسكنية والاجتماعية والثقافية والإرشادية، وذلك بالتوكل على الله، والعمل ضمن برامج مستمرة وتكاتف وتعاون دائمين مع المجتمع المحيط وأهل الخير في لبنان وخارجه؛ لذا فإن برنامج صناديق الصدقة، وجمع الصدقات والتبرعات وتوزيعها وفقاً للآلية المنظمة والدقيقة بين المستحقين من الأيتام والمساكين والعجزة يعتبر في صلب عملية التعاون لإحياء الشعائر والسنن الإلهية والنبوية الشريفة لحفظ المجتمع وأهله. فنفع الصدقة يعود للمتصدق نفسه قبل المتصدق عليه.
سارعوا في الخيرات واطلبوا صندوقاً للصدقات
فجمعية الإمداد توصل صدقاتكم وكافة مساهماتكم لأكثر من 9650 عائلة لا سند لها من الأيتام والمساكين والعجزة والمرضى ترعاهم على مساحة الوطن وفي أقصى المناطق اللبنانية النائية.
جمعية الإمداد الخيرية الإسلامية - لبنان لطلب صندوق صدقة ولمساهماتكم، أو لكفالة يتيم يرجى مراجعة مكاتب جمعية الإمداد أو الإتصال:
- المركز الرئيسي 009611555717 - حارة حريك 009613822054 - فرع بيروت 009611475889 - النبطية 009617767058 - صور 009617740699 - بعلبك 009618373306 - الهرمل 009618200607 - رياق 009618900678 - بنت جبيل 009617450266 - البقاع الغربي 009618635103 - كفركلا 009617855912 - الخيام 009617840272