فلاشات إخبارية
 
توزيع حصص غذائية على طلاب الإمداد للرعاية والتأهيل - بنت جبيلكلنا إمداد: 2300 عائلة فقراء وأيتام ترعاها جمعية الإمداد في بعلبك استلمت الحصص الغذائيةكلنا إمداد: من صدقات الخيرين جمعية الإمداد وزعت الحصص الغذائية على 1100 عائلة فقراء وأيتام في الهرملورشة فوبيجو حرفية في مركز الإمداد الرعائي - الهرملورشة في العلاج النفسي لأهالي تلامذة مركز الإمداد الرعائي - بعلبكأسبوع أنشطة مدرسة الإمام الباقر (ع) - راشكيداورشة الوقاية من فايروس كورونا في مراكز الإمداد الرعائيةورشة توعوية حول فايروس كورونا في مركز الإمداد الرعائي - بعلبكنشاط رياضي لتلامذة الإمداد الرعائي - حاروف مع رابطة جمهور النجمة كفررماناتحاد بلديات كسروان في ضيافة مركز الإمام علي (ع) للرعاية – المعيصرة بحضور رئيس بلديتها
رئيسية الموقع معرض الملتيمديا youtube facebook twitter البريد الإلكتروني البحث
الصفحة الرئيسية
رسالة، أهداف، سياسات
من نحن
كيف تكفل يتيماً
لمشاركتكم (صندوق الصدقة)
أنواع المساعدات
مراكز الرعاية والتأهيل
مدارس ومعاهد الإمداد
مراكز الرعاية الاجتماعية
ساهم في إنشاء مشروع خيري
البيانات وصدى الإمداد
نفتخر بتواصلكم معنا
لمشاركتكم (صندوق الصدقة)  
 
كلمة الوكيل الشرعي العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن في إفطار جمعية الإمداد الخيرية
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
كلمة الوكيل الشرعي العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن في إفطار جمعية الإمداد الخيرية
 
برعاية سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله أقامت جمعية الإمداد الخيرية الإسلامية حفل إفطارها السنوي في قاعة ثانوية الإمام الخميني في الحدث وبحضور سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليابان وكندا وأسترالية وممثل قائد الجيش العميد عبد الرحمن شحيتلي والسادة النواب جورج نجم ومحمد البرجاوي ومروان فارس ومحافظ بيروت يعقوب الصراف ورؤساء بلديات الحدث الغبيري برج البراجنة وممثلين عن بلديات المريجة وبيروت وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد علي المقداد وممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نجيب سويدان ونقيب مؤسسات رعاية المعوقين الدكتور موس شرف الدين وحشد من ممثلي النقابات والأطباء والمهندسين والشخصيات الاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية والخيرية ، وقد ارسل رئيس الجمهورية العماد لحود بطاقة معايدة الى الجمعية متمنيا لها التوفيق والازدهار.

بعد تلاوة من القران الكريم ألقى مدير عام جمعية الإمداد الحاج علي زريق كلمة عرض فيها لاعمال الجمعية التي وصلت خدماتها إلى 52000 ألف عائلة منهم 4160 ممن لا معيل لهم وضعت برامج دائمة لهم بالإضافة إلى احتضان 2500 تلميذ في مدارسها الأربعة و320 طفلا معاق في مركز رعاية المعاقين .وقد بلغت تقديمات وخدمات الجمعية لهذا العام أربع مليارات وثمانمائة وستة وثلاثين مليون ليرة لبنانية ،وبلغ عدد الأيتام والمساكين التي تولت الجمعية رعايتهم هذا العام 10754 يتيما ومسكينا .

نص كلمة سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)
حفل افطار جمعية الإمداداعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين والشهداء والمجاهدين في سبيل الله منذ آدم الى قيام يوم الدين.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.‏
من اهم المواصفات او الصفات التي احبها الله سبحانه وتعالى وارادها في عبده المؤمن الى جانب اقامة الصلاة التي هي معراج المؤمن صفة الانفاق او ما ورد في القرآن الكريم بتعابير مختلفة. اما بتعابير الانفاق "الذين ينفقون"، او بتعابير ايتاء الزكاة "الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" او بتعابير الصدقة والتصدق "والمصدقين" وبتعابير مختلفة. لكن حتى لا اكرر الكلمات فلنقل التصدّق لان عنوان الصدقة هو عنوان واسع جدا وان كان قد ارتكز في اذهاننا بالصدقة المستحبة. عنوان الصدقة هو عنوان اوسع حتى الزكاة التي هي صدقة الا انها واجبة. فلنتكم عن عنوان الصدقات والانفاق الواسع في هذا الاطار. هناك عنوان آخر وان كان ساحة عمله تصبح ممتدة واوسع هو الجهاد بالمال. لان الله سبحانه وتعالى طلب منها ان نجاهد بانفسنا وباموالنا. هناك قوم مثلا خلال السنوات الماضية لم يتمكنوا ان يكونوا حاضرين في جبهات المقاومة، ولكنهم قدموا للمقاومة مالا مكنها من الاستمرار، فهؤلاء جاهدوا بأموالهم وهذا يسمى جهادا في سبيل الله عز وجل.‏
أعود الى العنوان الاساسي وهو عنوان التصدق. والتأكيد القرآني والنبوي على هذا العنوان هو تأكيد كبير. طبعا الاسلام والرسالة الالهية السموية من خلال تركيزها على هذه الصفة هي تريد ان تحقق غرضين او هدفين دفعة واحدة. الغرض الاول يتعلق بنفس الانسان، لان الانسان الذي ينفق ويتصدق ويعطي من ماله ويجاهد بماله هذا الانسان يتطهر ويتزكى من خلال هذا الانفاق. ولذلك ورد في الاية الكريمة "خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" من جملة الاعمال المزكية والمطهرة للنفس الانسانية هو هذا الانفاق. هناك الكثير من المؤمنين الذين يهتمون بالسير والسلوك والاعمال التي تقرب الى الله سبحانه وتعالى، ولكن بنفس الوقت يمكن ان يتطرقوا الى عمال تكون شاقة جسديا. لكن الله سبحانه وتعالى هو الذي دلنا على طريق التزكية والتطهر، ومن جملة وسائل التزكية والتطهر النفسي والروحي والمعنوي هو هذا الانفاق. وعندما ننفق اولا نحن المستفيدون في الدنيا على المستوى النفسي وفي الآخرة على المستوى الشخصي. ولكن الغرض الأول في الحقيقة هو تطهير الانسان وتزكيته وهذا هدف مركزي في كل العبادات والاعمال والاحكام الشرعية. والغرض الثاني او الهدف الثاني هو معالجة او المساهمة في معالجة المشاكل الاجتماعية المعيشية المستعصية التي يعيشها اي مجتمع بشري او الناس عموما منذ بدء الخليقة الى الآن والى يوم تكون لله تعالى فيه مشيئة أخرى، كان هناك مجتمع بشري فيه فقراء وأغنياء، وكان هناك مكتفون ومحتاجون وكان هناك قادرون على العمل وعاجزون عن العمل والخ... بطبيعة الحال، هؤلاء العاجزون عن العمل والمحتاجون والمساكين والفقراء يجب ان تمتد اليهم يد المساعدة. ولا يجوز ان يتركوا او يخذلوا. وهذه طبعا هي مسؤولية الدولة حتى في الفهم الاسلامي. هي مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى ومسؤولية المجتمع. يعني الدولة مسؤولة والمجتمع مسؤول. ان قام المجتمع بهذه المسؤولية لا يعني ان الدولة عليها ان تدير ظهرها لهؤلاء. ان قامت الدولة بجزء من هذه المسؤولية لا يعني ان المجتمع غير معني. في الفهم الاسلامي الدولة مسؤولة والمجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الفقراء والعاجزون والايتام والمساكين هو أيضا يتحمل مسؤولية من هذا النوع. تأتي ثقافة ايتاء الزكاة والتصدق والانفاق والجهاد بالمال ورعاية او تكفل الايتام وقضاء حوائج المحتاجين وما شاكل في الحقيقة من هذا الجانب لتعالج جانبا كبيرا من هذ المشكلة ولكن بخلفية ثقافية ايمانية اخلاقية انسانية. هذا ما ورد الحثُّ عليه في الكثير من الايات والروايات. انا اذكر فقط العناوين حتى لا اطيل عليكم.‏
الله سبحانه وتعالى من باب الترغيب للمتصدقين يقول لهم انا الذي يأخذ منكم الصدقات بشكل مباشر. الصدقة تقع في يد الله قبل ان تقع في يد الفقير او المحتاج او اليتيم؛ "ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم". وقد ورد في الروايات ما يؤكد هذا المعنى، ان الصدقة تقع في يد الله سبحانه وتعالى قبل ان تقع في يد الفقير او المحتاج. من باب التشجيع ايضا وعد الله سبحانه وتعالى في القرآن المجيد بأنه هو الذي يربي الصدقات، عندما يدفع الواحد منا صدقة، هذه الصدقة الى ان يحشر يوم القيامة مع مضي الساعات والايام والاسابيع والشهور والسنين هذه الصدقة تنمو وتنمو فيفاجأ يوم القيامة كأنه تصدق بمثل جبل أحد كما ورد في بعض الروايات، وهو كل ما تصدق به فقط هو هذا المبلغ المتواضع الذي خرج منه. لكن الله سبحانه وتعالى وعد بأن يربي الصدقات وان ينميها تشجيعا على الانفاق لعباده. الرسول صل الله عليه وآله وسلم يقول "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فان الله عز وجل يربيها لصاحبها كما يربي احدكم فصيله حتى يوفيه اياها يوم القيامة وحتى يكون اعظم من الجبل العظيم." في بعض الروايات ورد انه كجبل أحد. في الصدقات الروايات كثيرة تتحدث عن الصدقة التي تدفع البلاء. روايات تتحدث عن الصدقة التي تدفع ميتة السوء. الانسان سيموت ولا مهرب من الموت. ولكن هناك اشكال للموت. هناك الموت الذي هو قتل في سبيل الله، وموت على الفراش او بحادث سيارة او عن طريق الخطأ الخ... الصدقة تدفع عن الانسان ميتة السوء. ورد في الروايات ايضا ان الصدقة مما يتداوى بها في الامراض. وان الصدقة ايضا تطيل العمر وانها مفتاح الرزق. كان رسول الله (ص) يأمر بعض الذين سُدّت عليهم ابواب الرزق بالتصدق لتفتح عليهم هذه الابواب وليتطلع الله سبحانه وتعالى اليهم. وللتشجيع ايضا على تحقيق هذا الغرض الثاني نجد بان الاسلام لم يشجع فقط المتصدقين انفسهم. يعرف الاسلام انه سيأتي يوم من الايام لا يستطيع الواحد منا ان يقوم بمبادرة فردية للتصدق ولا يكفي. أنه سيأتي يوم ويصبح فيه مؤسسات ضخمة تعمل بهذا الموضوع. ولذلك نجد بانه الاجر والثواب الذي وعد به المتصدق وعد به ايضا من يسعى في تأمين الصدقة. ومن يحمل الصدقة من المتصدق الى اليتيم او المحتاج او الفقير. قال رسول الله (ص) "من مشى بصدقة الى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير ان ينقص من أجره شيء والله واسع عليم". الله سبحانه وتعالى يعطي بلا حساب. وتكفل للساعي في تأمين الصدقة ويوصلها الى المحتاجين بثواب واجر المتصدق نفسه دون ان ينقص شيئا من اجر هذا المتصدق. وورد ايضا في رواياتنا في الفهم الاسلامي الكثير من أخلاقيات وآداب هذا السلوك وهذه الممارسة وهذه الفريضة وهذا العمل المستحب فيما يتحدث عن صدقة السر او العلن وأولوية ذوي الارحام. ومن اهم الامور التي تعبر عن هذا البعد الاخلاقي والانساني في التشريع الاسلامي هو حرمة الحاق المن والاذى بمن نعينهم او بمن نساعدهم. هذا يؤكد ان الغرض في الحقيقة والخلفية الاساسية هي خلفية اخلاقية وانسانية. لذلك قال الله سبحانه وتعالى "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى". هناك الكثير من الناس من يتصدقوا او يساعدوا، او مثل بعض الدول التي تقدم المساعدات والمعونات لجهة معينة ثم فيما بعد يلحق بهم من الاذى والمن ما يذهب بماء وجوههم جميعا. بينما ما ركز عليه الاسلام هو حفظ ماء وجه اليتيم والمحتاج والفقير الذي نتصدق ان ننفق او نساعد في الحقيقة. ولعل هذا ايضا احد ايجابيات او خلفيات صدقة السر. حتى انه ورد في بعض الروايات في الاداب انك عندما تعطي مالك للفقير لا تنظر الى وجهه حتى لا يخجل ويستحي منك. الى هذا الحد حاول الاسلام ان يراعي كرامة اولئك الذين تمتد اليهم اليد لمعونتهم ولمساعدتهم وسد حوائجهم. "يا ايها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى". اصلا عندما تتصدق على انسان ثم تمن عليه وتؤذيه فقد ابطلت صدقتك ولم يعد لها اجر ولا ثواب ولا مكان ولا معنى. وهذا يؤكد ان حرص الاسلام على الكرامة الانسانية هو اشد بكثير من حرص الاسلام على ان يملأ بطن الجائع. ولذلك قالت الآية: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى". هذا كرامته اهم من بطنه، ولذلك ان كنت تريد ان تشبع بطنه عليك ان تحفظ الاهم. وهو كرامة هذا الانسان. هذا في الحقيقة ما تحاول هذ المؤسسات الكريمة والشريفة القيام بهذه المسؤولية في هذه المرحلة من الزمن وتحديدا جمعية الامداد الخيرية، يعني لجنة امداد الامام الخميني (قده). هي في الحقيقة كانت وما زالت مؤتمنة على هذه المسؤولية. كما ان هناك مؤسسات مؤتمنة على شهدائها وعوائل شهدائنا وايتام شهدائنا. وهناك مؤسسة مؤتمنة على جرحانا ومن اصيبوا في الحرب التي فرضت على بلدنا وامتنا. هذه المؤسسة جمعية الامداد هي مؤتمنة على رعاية هؤلاء الايتام من الناس والفقراء والمعوزين والمساكين وخصوصا العائلات الذين لا معين لهم. وفي الاطار العام ان تمد يد المساعدة لكل محتاج، ولقد كانت بالفعل خلال السنوات الماضية منذ بداية التأسيس. وهذه مؤسسة مباركة أسسها الامام الخميني قدس سره الشريف. ولها شرف انها تحمل هذا الاسم المبارك في عنوانها وفي اسمها كما هو معروف. وعندما أسّسها الامام أسّسها لهذه الغاية. خلال كل السنوات الماضية استطاعت ان تتحمل هذه المسؤولية بأمانة كبيرة. وان ترعى عددا كبيرا من الايتام ومن العائلات الفقيرة والمعوزة والمحتاجة ومن لا معيل لها وطبعا ضمن طاقاتها وامكاناتها. ووفقت هذه الجمعية بالتعاون مع بقية الاطر الثقافية والاجتماعية الى تركيز وتعزيز ثقافة الصدقة في لبنان. تعرفون انه قبل 14 عاما هذه الثقافة كانت محدودة جدا، ربما في بعض المساجد او ما شاكل. ولكن عندما يصبح في كل دكان وفي كل بيت وفي كل مكان مكان للصدقة وصندوق للصدقة، وعندما تنتشر ثقافة الصدقة بين الناس، هذه الاموال المتواضعة والبسيطة تتراكم. وعندما تتراكم هذه المبالغ تستطيع ان تحل مشكلة عدد كبير من العائلات. في سنوات المواجهة كان لهذه الجمعية دور اساسي في تثبيت الصامدين في الخطوط الامامية وكان لها دور اساسي في استيعاب حالات وموجات التهجير التي حصلت في سواء في حرب تسوية الحساب سنة 93 او عناقيد الغضب سنة 96. المهم هذه المؤسسة اليوم مؤتمنة على هذا الجانب من الرعاية والمسؤولية وهي تسد ثغرة من ثغور المواجهة الاجتماعية عندما نتحدث في الآثار الاجتماعية او في المواجهة الجهادية عندما نتحدث عن مجمل المواجهة التي نخوضها دفاعا عن وطننا وامتنا ومقدساتنا. هنا ايها الاخوة الاعزاء والكرام اريد ان اصل الى محصلة نستفيد منها ايضا لما يطرح في هذه الايام. هذه المحصلة تقول أنّ هناك فارقاً بين المقاومة والإرهاب، لأنّ الأولى تمثّل الجانب الإنساني والعاطفي والأخلاقي في المقاومين المفقود في الارهابيين. يعني المقاوم هو صاحب قضية ومضحي من اجل قضية. يقدم نفسه وروحه ودمه وماله واعز ما يملك في سبيل القضية التي يجاهد ويقاوم ويقاتل من اجلها. في قاموس المقاومة هناك مكان للعطف والحنان والحب والابوة والامومة والبنوة والعلاقات الاخوية والشفقة والرأفة والدموع والشوق الخ... من جملة مميزات وعناوين الارهاب ان الارهابيين هم قتلة ولصوص ومجرمين وسفّاكي دماء، ولا علاقة لهم بالفقراء والمحتاجين والمعوزين والعاجزين عن العمل والمرميين في الشوارع ودموع الفقراء وجوع الجائعين وعطش العطاشى. الارهابي كل قاموسه وحياته هؤلاء ليس لهم دور. الارهابي هذه مواصفاته.‏
وعندما نأتي الى المقاومة التي تضعها الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة الإرهاب، فأمريكا تتهم هذه المقاومة في لبنان وهذا التيار الذي تنتمي إليه المقاومة بالإرهاب، وليس المتهم فقط مَن هو منتسب للمقاومة، بل مَن يدعم ويؤيد ويؤوي ويساند.. هو شريك في التهمة وتلحقه المسؤولية بذلك من ناحية المفهوم الأمريكي. من خلال التجربة منذ 82 الى اليوم هؤلاء لم يكونوا فقط حملة سلاح يدافعون عن وطنهم وامتهم. هناك جهد اجتماعي واخلاقي وانساني وعواطف انسانية جياشة وآلام ومعاناة نفسية يعيشونها هؤلاء تجاه مشاكل شعبهم وأهلهم والمحتاجين من حولهم. هذه ميزة رئيسية. هنا اضيف على مائدة او في حفل جمعية الامداد لاقول كما قلت في حفلات اخرى.
إنّ الشهداء والجرحى والأسرى الذين ضحّوا دفاعاً عن لبنان هم الشاهدون والشهود على طبيعة وهوية هذه المقاومة التي خاضت الحرب ضد العدو الصهيوني، وإنّ المؤسسات الخيرية والاجتماعية والرعائية هي شاهدة أيضاً على طبيعة التيار الإيماني والجهادي والإنساني والأخلاقي الذي تصر الولايات المتحدة الأمريكية على تسميته بالإرهاب والإرهابيين. طبعا نحن انما نقوم ونتحمل جميعا هذه المسؤولية ليس من اجل الا يقول عنا الآخرون ارهابيين. عندما انطلقت هذه المسيرة انطلقت لتتحمل وظائفها ومسؤولياتها الالهية الشرعية الانسانية. وما يعنينا بشكل دائم هو ما يقوله الله سبحانه وتعالى عنا بالدرجة الاولى اولا واخيرا. وما سنواجه به ربنا يوم القيامة وان كان يسعدنا ان يقول الشرفاء فينا خيرا. ولكن همنا وغرضنا ماذا يقول الله فينا وماذا يقول عنا وكيف سيكون جزاؤنا بين يدي الله سبحانه وتعالى. من كان هذا هاجسه وهمه وخلفيته لا يتوقف، يعني لا تغير الاتهامات الموجهة اليه شيئا في سلوكه وحركته ومقاومته وجهاده وقناعاته ومعتقداته وطريقه الذي يسلكه. وهذا ما يؤكد عليه بشكل دائم.‏
هنا اعود الى ساحة اهتمام هذه الجمعية ايضا لاؤكد. إن الدولة والمجتمع كلاهما مسؤول عن متابعة هذه الرعاية وخدمة الطبقات الفقيرة في هذا المجتمع، ومن واجبنا أن نذكّر الحكومة اللبنانية والنواب (وخصوصاً اللجان النيابية التي تعكف على درس الموازنة المالية، بأنهم كما يضعون قواعد يضبطون من خلالها نقاشهم للموازنة ويلتزمون بهذه الضوابط، كذلك يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم بأن يهتموا بكل المناطق اللبنانية المحرومة عموما، واعطاء الاولوية للمناطق الاشد حرمانا، يعني مناطق بعلبك الهرمل وعكار، كذلك الاهتمام بالطبقات المعوزة والمحتاجة والمسحوقة، وذلك عندما يبحثون اعتمادات المشاريع وفرض الرسوم والضرائب، فلا تكفي جهود المؤسسات الأهلية مهما كانت طاقاتها أن تشكّل البديل عن الدولة وأن تجد الحلول لمشاكل الفئات المحرومة والمستضعفة. إنّ الجهة الأقدر هي الدولة اللبنانية، لأنها هي تجبي الضرائب وتفرض الرسوم، وهي التي تقترض، لذا يجب أن تتحمل مسؤوليتها على هذا الصعيد. من هنا نقول أننا لا زلنا في وسط المعركة، وفي وسط التحديات السياسية والاجتماعية، وما يجري في المنطقة: سواء استمرت الحملة الأمريكية أم لا، وسواء أعطت أمريكا كل جهدها لتسوية ما يسمى بالصراع العربي- الإسرائيلي أم لا، فالتحديات سوف تبقى قائمة أمام شعوبنا العربية والإسلامية، لأن المسألة الرئيسية أنّ واشنطن في سياساتها العامة والاستراتيجية تلتزم بشكل مطلق مبدأ الدفاع عن المصالح الاسرائيلية والأمن الإسرائيلي على حساب كل شعوب هذه المنطقة وحكوماتها.‏
من هنا نقول أنّ الأمر لن يختلف، سواء كان المبعوث الأمريكي سياسياً أم عسكرياً جنرالاً، فإنّ ذلك لا يعبّر عن تحسّن، فهناك مجموعة من الخطوط الحمر التي لا تقبل أمريكا بتجاوزها، وذلك حرصاً على المصلحة الإسرائيلية، وهذا يعني أنّ الحل يجب أن ينسجم مع الشروط الإسرائيلية، مما يعيدنا عشرات السنين الى الوراء.‏
لا نقبل أن تذهب كل جهود الشهداء والمجاهدين وتضحياتهم وصمود الصامدين والصابرين مهب الريح.. لأنه لا معنى لكل هذه التضحيات إذا كانت النتيجة هي الخضوع للشروط الإسرائيلية، سواء كانت هذه الشروط وقحة أو منمّقة، إنّ هذا الكيان السرطاني (إسرائيل) مصرّ على استكباره وعلوّه، وهذا ما يضعنا جميعاً أمام الخيار الوحيد، وهو التوحّد والصمود والمقاومة والمواجهة، وليس هناك من حل آخر، الحل البديل الذي يريدون فرضه علينا هو أن نعطيهم أرضنا ومقدساتنا.. انظروا كيف اتهموا الفلسطينيين بأنهم استقبلوا المبعوثين الأمريكيين بالعنف! أما شارون الذين استبق ذلك بقتل الأطفال والرجال والنساء.. فهذا لا يعتبر عنفا ولا إرهاباً! في مثل هذه المقاييس المعتمدة، وهذه هي المعايير التي يقيسون بها، هل من خيار إلا المقاومة والصمود؟‏
على كل كما كانت حركة المقاومة والصمود هي حركة شاملة في كل السنوات الماضية، المطلوب لهذه الحالة ان تستمر. المطلوب هو حضور في الميدان على المستوى العسكري، والصمود السياسي على المستوى الرسمي والشعبي والحزبي. والمطلوب ايضا هذا التكافل الاجتماعي الانساني الاخلاقي الاخوي القائم فيما بين الجمعيات الخيرية وكل الخيرين واهل العطاء والجود حتى يتمكن مجتمعنا من مواكبة كل التطورات والتحديات بمختلف عناصر القوة المؤمل ان تبقى متوفرة لديه.‏
انني اشكر الاخوة جميعا على حضورهم ومساندتهم ودعمهم وعطائهم واقدر عاليا جهود وتضحيات الاخوة والاخوات العاملين في جمعية الامداد لا سيما الاخ المديرالعام. واسأل الله سبحانه وتعالى من الجميع القبول.‏

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

لتبرعاتكم ومساهماتكم وتكفّل يتيم يرجى الإتصال عبر:
المركز الرئيسي : لبنان - بيروت - حارة حريك(المدخل الغربي) - خلف المجلس - قرب مطعم خليفة - بناية الإمداد
76641631 00961
الى الاعلى آخر تحديث: 2024-02-07 الساعة: 13:37